للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِالْجِدِّ وَلَا بِالْهَزْلِ، وَلَا يَعِدِ الرَّجُلُ صَبيَّهُ ثُمَّ لَا يَفِيَ لَهُ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ،

===

المؤمن (بالجد) أي: بطريق الجد، والجد -بكسر الجيم- قصدُ الكلام لفظًا ومعنى، (ولا) يحل (بالهزل) أي: بطريق الهزل، وهو قصد الكلام لفظًا لا معنى؛ أي: لا يحل في الكلام الجد ولا في الكلام الهزل، (ولا يعد الرجلُ صبيَّه) أي: ولدَه الصغير بالعطاء مثلًا، (ثم لا يفي له) ذلك الوعد؛ فإن خلف الوعد من نوع الكذب ولو مع ولده الصغير، ظاهره: أنه عطف على لا يعد، وهو نفي بمعنى النهي، ويحتمل أنه نهي، ولا يفي بالنصب إجراء لثم مجرى الواو في إضمار أن بعدها، ويحتمل الرفع على الاستئناف؛ أي: ثم هو لا يفي له وعده.

(فإن الكذب يهدي) من الهداية؛ أي: يُفضي ويُوصل صاحبه (إلى الفجور) أي: إلى القبائح، قيل: لعل الكذب بخاصته يفضي بالإنسان إلى القبائح، والصدق بخلافه، ويحتمل أن المراد بالفجور هو نفس ذلك الكذب؛ يعني: الذنب يكتب به؛ أي: فإن الكذب يهدي بالإنسان ويوصله إلى المعاصي؛ فإن الذنب يكتب عليه بسببه، (وإن الفجور يهدي) ويوصل صاحبه (إلى النار) عقوبة له على الفجور.

(وإن الصدق) وهو موافقة العمل أو القول لما في الواقع .. (يهدي) من الهداية؛ أي: يفضي صاحبه (إلى البر) أي: إلى الأجر والثواب، (وإن البر يهدي) أي: يوصل صاحبه (إلى الجنة) جزاء على عمله: والبر قيل: هو اسم جامع للخير، وقيل: هو العمل الصالح الخالص من كل مذموم، قال ابن العربي: إذا تحرى الصدق .. لم يعص الله؛ لأنه إن أراد أن يفعل شيئًا من المعاصي ..

<<  <  ج: ص:  >  >>