للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تُخْفِي ذَلِكَ -: تَتَبَّعِي بِهَا أَثَرَ الدَّمِ، قَالَتْ: وَسَأَلَتْهُ عَنِ الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ، فَقَالَ: "تَأْخُذُ إِحْدَاكُنَّ مَاءَهَا فَتَطْهُرُ، فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ أَوْ تَبْلُغُ فِي الطُّهُورِ، حَتَّى تَصُبَّ الْمَاءَ عَلَى رَأْسِهَا

===

عائشة (تخفي ذلك) التبيين عن غير أسماء؛ أي: قالت عائشة: (تتبعي) أي: أزيلي (بها) أي: بتلك الفرصة (أثر الدم) أي: رائحة الدم عن الفرج، قوله: (كأنها تخفي ذلك) أي: قالت لها عائشة كلامًا خفيًا تسمعه أسماء المخاطبة ولا يسمعه الحاضرون، وفي رواية: (تتبعي آثار الدم) بصيغة الجمع؛ أي: تمسحي بتلك الفرصة مواضع الدم؛ تعني بها الفرج بصيغة الجمع، ونقل النووي عن المحاملي أنه قال: تطيب كل موضع أصابه الدم من بدنها، وفي ظاهر الحديث حجة له. انتهى.

وهذه الجملة؛ يعني: قوله: (كأنها تخفي ذلك) مدرجة، أدخلها الراوي بين الحكاية والمحكي؛ أي: بين القول؛ يعني: قالت عائشة: ومقوله؛ يعني: قولها؛ تتبعي أثر الدم.

(قالت) عائشة بالسند السابق: (وسألته) صلى الله عليه وسلم أيضًا أسماء بنت يزيد (عن) كيفية (الغسل من الجنابة) من جماع أو احتلام، (فقال) لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تأخذ إحداكن ماءها) أي: ماء طهورًا لطهارتها من الجنابة، (فتطهر) من باب نصر؛ أي: فتتوضأ بذلك، (فتحسن) من أحسن الرباعي (الطهور) أي: الوضوء بإسباغ مواضع الفرض وآدابه، (أو) قال لها: (تبلغ) من أبلغ الرباعي (في الطهور) و (أو) للشك من الراوي أو ممن دونه؛ أعني: عائشة؛ أي: تكمل إحداكن الوضوء بالإسباغ.

و(حتى) في قوله: (حتى تصب الماء على رأسها) بمعنى ثم، كما في رواية مسلم؛ أي: ثم بعد إكمال وضوئها تصب إحداكن؛ أي: تفرغ إحداكن

<<  <  ج: ص:  >  >>