على المفعولية شبه فقدان الأجر؛ لأنه يُعد لقطع المصاعب ودفع الشدائد بفقدان الأهل والمال؛ لأنهما يُعدان لذلك فأقام الأهل والمال مقام الأجر، كذا في "المصباح" فهو كما في "النهاية" من الوتر بمعنى الفرد، فكأنما جُعل وترًا؛ أي: فردًا بعد أن كان كثيرًا، وقيل: هو من الوتر بمعنى الجناية وأرجعهما الزمخشري إلى معنىً واحد، فقال في تفسير قوله تعالى:{وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} من وترت الرجل إذا قتلت له قتيلًا من ولد أو أخ أو حميم أو حريمه، وحقيقته أفردته من قريبه أو ماله؛ من الوتر وهو الفرد، فشبه إضاعة عمل العامل وتعطيل ثوابه بوتر الواتر، وهو من فصيح الكلام، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم:"من فاتته صلاة العصر. . فكانما وتر أهله وماله" أي: أفرد عنهما قتلًا ونهبًا. انتهى إلى هنا ما في "الكشاف".
والتلاوة تدل على أنه متعد لمفعولين؛ لتضمنه معنى السلب ونحوه مما يتعدى لاثنين بنفسه، فالأهل والمال في الحديث منصوب على أنه مفعول ثان لوتر، والمفعول الأول نائب منابه وهو الضمير الذي فيه العائد إلى الموصول، قال ابن الملك: شبه خسران من فاته صلاة العصر بخسران من ضاع أهله وماله للتفهيم، وإلا. . ففائت الثواب في المآل أخسر من فائت الأهل والمال، وقيل: معناه: ليكن حذره من فوتها كحذره من ذهابهما. انتهى من "الكوكب الوهاج".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب المواقيت، باب إثم من فاتته صلاة العصر، باب علامات النبوة في الإسلام، ومسلم في كتاب المساجد (٣٥)، باب التغليظ في تفويت صلاة العصر، رقم (٢٠١)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب في وقت صلاة العصر، والترمذي، رقم (١٧٥)، والنسائي (١/ ٢٣٨)، وابن ماجه (٦٨٥).