للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرَاكُمْ سَتُشَرِّفُونَ مَسَاجِدَكُمْ بَعْدِي كَمَا شَرَّفَتِ الْيَهُودُ كَنَائِسَهَا، وَكَمَا شَرَّفَتِ النَّصَارَى بِيَعَهَا".

===

(عن عكرمة) الهاشمي مولاهم مولى ابن عباس أبي عبد الله المكي، ثقة ثبت مفسر، من الثالثة، مات سنة أربع ومئة (١٠٤ هـ)، وقيل بعد ذلك. يروي عنه: (ع).

(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه جبارة بن المغلس، وهو كذاب، وفيه أيضًا ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف.

(قال) ابن عباس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أراكم) أيَّتُها الأمة المحمدية (ستشَرِّفون) وترفعون بناء (مساجدكم) وتجعلونها عاليًا مرتفعًا (بعدي كما شرفت) ورفعت (اليهود كلنائسها) جمع كنيسة وهي معبدها، (وكما شرفت) ورفعت (النصارى بيعها) جمع بيعة وهي معبدها، قال السندي: قوله (ستشرفون) ضبط بتشديد الراء المكسورة على أنه من التشريف، ولعل المراد: ستجعلون بناءها عاليًا مرتفعًا، وستزخرفونها بالذهب والفضة، كما زخرفت اليهود والنصارى معبدهم؛ اقتداءً بهم وإعراضًا عن سنتي.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، وقد أخرجه أبو داوود بسنده عن ابن عباس مرفوعًا بغير هذا السياق، ولفظه: "ما أمرت بتشييد المساجد" أي: برفع بنائها وإحكامها، قال الخطابي: التشييد: رفع البناء وتطويله، قال ابن عباس: (لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى)، قال الخطابي: معنى قوله: (لتزخرفنها) أي: لتزيننها، أصل الزخرف الذهب؛ يريد تمويه المساجد بالذهب ونحوه، ومنه قولهم: زخرف الرجل كلامه إذا موهه وزينه

<<  <  ج: ص:  >  >>