للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ عَمْرٌو: هَمْزُهُ: الْمُوتَةُ، وَنَفْثُهُ: الشِّعْرُ، وَنَفْخُهُ: الْكِبْرُ.

===

قوله: (ثلاث مرات) قيد للأخير فقط، بل هو الظاهر؛ لاستغناء الأولين عن التقييد لهما بتلفظه ثلاثًا.

قوله: "من همزه ونفخه ونفثه" بدل اشتمال من الشيطان.

(قال عمرو) بن مرة: (همزه: الموتة) -بضم الميم وسكون الواو بدون همز بعدها مثناة فوقية، وقيل: بهمزة مضمومة- والمراد بها ها هنا على اللغتين: الجنون والصرع يعتري الإنسان، فإذا أفاق .. عاد إليه كمال العقل كالسكران؛ من الهمزة بمعنى: النخس والدفع، والهمز أيضًا في اللغة: العصر، يقال: همزت الشيء في كفي؛ أي: عصرته، وهمز الإنسان: اغتيابه، (ونفثه: الشعر) -بكسر الشين وسكون المهملة- فإنه ينفثه من فيه كالرقية، والمراد: الشعر المذموم، وإلا .. فقد جاء "إن من الشعر لحكمة" وإنما كان الشعر من نفثة الشيطان؛ لأنه يدعو الشعراء المداحين الهجائين المعظمين المحقرين إلى ذلك، وقيل: المراد: شياطين الإنس؛ وهم الشعراء الذين يختلقون كلامًا لا حقيقة له، والنفث في اللغة: قذف الريق، وهو أقل من التفل.

(ونفخه: الكبر) -بكسر الكاف وسكون الموحدة-: التكبر وإنما فسر النفخ بالكبر؛ لأن المتكبر يتعاظم لا سيما إذا مدح، والتكبر أن يصير الإنسان معظمًا كبيرًا عند نفسه، ولا حقيقة له إلا أن الشيطان نفخ فيه فانتفخ، فرأى انتفاخه مما يستحق به التعظيم مع أنه على العكس. انتهى من "السندي" و"العون".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، رقم (٧٦٠)، ورواه أبو داوود والطيالسي

<<  <  ج: ص:  >  >>