أيضًا: وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ في الصبح بالواقعة، أخرجه عبد الرزاق من حديث جابر بن سمرة، وروي عنه أنه كان يقرأ في الفجر من ستين آية إلى مئة، أخرجه الشيخان من حديث أبي برزة، وروي عنه أنه كان يقرأ:(إذا الشمس كورت) أخرجه النسائي من حديث عمرو بن حريث، وروي عن عمر أنه كتب إلى أبي موسى الأشعري: أن اقرأ في الصبح بطوال المفصل، قال الزيلعي في "نصب الراية"(٢٢٩): روى عبد الرزاق في "مصنفه": أخبرنا سفيان الثوري عن علي بن زيد بن جدعان عن الحسن وغيره، قال: كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري: أن اقرأ في المغرب بقصار المفصل، وفي العشاء بأوساط المفصل، وفي الصبح بطوال المفصل. انتهى، وروى البيهقي في "المعرفة" من طريق مالك عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه أن عمر بن الخطاب كتب إلى أبي موسى الأشعري أن اقرأ في ركعتي الفجر بسورتين طويلتين من المفصل. انتهى ما في "نصب الراية".
وفي معنى أثر عمر ما رواه النسائي مرفوعًا من حديث سليمان بن يسار، قال: كان فلان يطيل القراءة في الأوليين من الظهر، ويخفف العصر، ويقرأ في المغرب بقصار المفصل، وفي العشاء بوسطه، وفي الصبح بطواله، فقال أبو هريرة: ما صليت وراء أحد أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا. ذكره الحافظ في "بلوغ المرام"، وقال: أخرجه النسائي بإسناد صحيح، والمفصل: من الحجرات إلى آخر القرآن، وطواله: من الحجرات إلى آخر سورة البروج، ووسطه: إلى آخر سورة (لم يكن)، وقصاره: إلى آخر القرآن.
قال أبو عيسى: وعلى هذا العمل عند أهل العلم، وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي، قال النووي في "شرح مسلم": وأما اختلاف قدر القراءة