للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَقْرَأُ: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ... } إِلَى قَوْلِهِ: {فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} .. كَادَ قَلْبِي يَطِيرُ.

===

صلى الله عليه وسلم (يقرأ) آية: ({أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ... } إلى قوله: {فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} (١) .. كاد) أي: قرب (قلبي) أن (يطير) مني هيبة من هذه الآية وفزعًا منها؛ لظهور الحق ووضوح بطلان الباطل. انتهى "سندي".

قوله: (يقرأ في المغرب) والجملة في محل النصب حال؛ أي: سمعته في حال قراءته، وهذا الحديث يرد على من قال: التطويل في صلاة المغرب منسوخ. انتهى من "العون".

قوله: (بالطور) أي: بسورة الطور، قال ابن الجوزي: يحتمل أن تكون الباء بمعنى (من) كقوله تعالى: {يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} (٢) وهو خلاف الظاهر، وقد ورد في الأحاديث ما يشعر بإنه قرأ السورة كلها؛ فعند البخاري في التفسير بلفظ: سمعته يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ... } ... الآيات إلى قوله: {الْمُصَيْطِرُونَ} (٣) .. كاد قلبي يطير، وقد ادعى الطحاوي أنه لا دلالة في شيء من الأحاديث على تطويل القراءة في المغرب؛ لاحتمال أن يكون المراد أنه قرأ بعض السورة، ثم استدل لذلك بما رواه من طريق هشيم عن الزهري في حديث جبير بلفظ: سمعته يقرأ {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ} (٤) قال: فأخبر أن الذي سمعه من هذه السورة هو هذه الآية خاصة، وليس في السياق ما يقتضي قوله خاصة، وحديث البخاري المتقدم يبطل هذه


(١) سورة الطور: (٣٥ - ٣٨).
(٢) سورة الإنسان: (٦).
(٣) سورة الطور: (٣٥ - ٣٧).
(٤) سورة الطور: (٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>