المبارك أنه قال: أستحب للإمام أن يسبح خمس تسبيحات؛ لكي يدرك من خلفه ثلاث تسبيحات، وهكذا قال إسحاق بن إبراهيم، وأحمد، وابن أبي شيبة في "مصنفه".
وفي الباب أيضًا حديث أبي بكرة:(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسبح في ركوعه سبحان ربي العظيم ثلاثًا، وفي سجوده سبحان ربي الأعلى ثلاثًا)، رواه البزار والطبراني في "الكبير"، وفيه أيضًا حديث جبير بن مطعم:(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم ثلاثًا، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى ثلاثًا)، رواه البزار والطبراني أيضًا، وفيه أيضًا حديث أبي مالك الأشعري:(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى، فلما ركع .. قال: سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاث مرات، ثم رفع رأسه)، رواه الطبراني في "الكبير" وفيه شهر بن حوشب، وفيه بعض كلام، وقد وثقه غير واحد، كذا في "مجمع الزوائد".
والظاهر أن هذه الأحاديث لكثرتها يقوي بعضها بعضًا، فترتقي إلى درجة الحسن، وإن كان في أسانيدها مقال، فلا تنحط عن درجة الحسن، وإن لم تبلغ درجة الصحة، فيصح الاستدلال بمجموعها على استحباب ألا ينقص الرجل في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات، والله أعلم، كذا في "تحفة الأحوذي" مع اختصار وتصرف.
فإذًا نقول: حديث ابن مسعود الذي ساقه المؤلف وشاركه فيه أبو داوود والترمذي .. في درجة: الحسن؛ لأن له شواهد، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به لحديث عقبة بن عامر.
وقوله:(سبحان ربي) -بفتح الياء وتسكن- وقوله:(وذلك أدناه) فيه