للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَكَانَ عِنْدَ الْقَعْدَةِ .. فَلْيَكُنْ مِنْ أَوَّلِ قَوْلِ أَحَدِكُمُ: التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ لِلّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ

===

الصلاة، (فكان) أحدكم (عند القعدة) أي: في القعدة الأولى أو الثانية .. (فليكن من أول قول أحدكم) في تلك القعدة؛ أي: لا يتقدم منه في تلك القعدة قول قبل هذا القول الآتي، ويكون هذا القول الآتي مقدمًا في تلك القعدة على جميع الأقوال.

وقوله: (التحيات) إلى آخر التشهد اسم (يكن) محكي مؤخر عن خبرها، وهو جمع تحية، ومعناها: السلام، وقيل: البقاء، وقيل: العظمة، وقيل: الملك، وكان لكل ملك تحية تخصه، فلهذا جمعت، فكأن المعنى التحيات اللاتي كانوا يسلمون بها على الملوك كلها مستحقة لله، (الطيبات) جمع طيب؛ وهو كل ما طاب من كلام، وحسن أن يثني به على الله دون ما لا يليق بصفاته وجلاله مما كان الملوك يحيون به، (الصلوات) الخمس أو ما هو أعم من ذلك من الفرائض والنوافل في كل شريعة، وقيل: المراد بها العبادات كلها مستحقة الله) سبحانه وتعالى، فلا تكون لغيره جل وعلا.

(السلام عليك أيها النبي) الأمي العربي (ورحمة الله وبركلاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله) صلى الله عليه وسلم، والمراد بقوله: "ورحمة الله": إحسانه، وقوله: "وبركاته" جمع بركة؛ وهو اسم لكل خير فائض منه تعالى على الدوام، وقيل: البركة الزيادة في الخير معنىً، وإنما جمعت البركة دون السلام والرحمة؛ لأنهما مصدران فلا حاجة إلى جمعهما؛ لأن المصدر يطلق بلفظه على القليل والكثير والجمع والمفرد والمثنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>