للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَكَبَّرَ مِئَةً، فَتِلْكَ مِئَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ، فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي الْيَوْمِ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَ مِئَةِ سَيِّئَةٍ؟ ! قَالُوا: وَكَيْفَ لَا يُحْصِيهِمَا؟

===

ثلاثًا وثلاثين، (وكبر) أربعًا وثلاثين، وتكون مرات ذكره من كل منها (مئة) من المرات، وفي رواية أبي داوود: (ويكبر أربعًا وثلاثين إذا أخذ مضجعه، ويحمد ثلاثًا وثلاثين، ويسبح ثلاثًا وثلاثين، فذلك مئة باللسان)، (فتلك) المئة من أنواع الذكر (مئة) حسنة (باللسان) أي: بمقتضى نطق اللسان (وألف) حسنة (في الميزان) بمقتضى المضاعفة الموعودة في الكتاب والسنة.

والفاء في قوله: (فأيكم يعمل في اليوم) والليلة، كما في رواية الترمذي (ألفين وخمس مئة سيئة؟ ! ) رابطة لجواب شرط محذوف، وفي الاستفهام نوع إنكار؛ تقديره: إذا حافظ العبد المسلم على الخصلتين، وحصل له ألفان وخمس مئة حسنة في يوم وليلة .. فيعفى عنه بعدد كل حسنة سيئة، كما قال تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} (١)، فأيكم يأتي بأكثر من هذا العدد من السيئات في يومه وليلته حتى لا يصير معفوًا عنه، فما لكم لا تأتون بهما ولا تحصونهما؟ ! (قالوا) أي: قال الحاضرون عنده صلى الله عليه وسلم: (وكيف لا يحصيهما؟ ! ) أي: وكيف لا يحصي الرجل المسلم الخصلتين المشتملتين على الحسان المذكورة ولا يواظب عليهما ولا يحافظ عليهما؛ أي: بل يحافظ عليهما ويداوم عليهما، وفي رواية الترمذي: (وكيف لا نحصيها؟ ! ) أي: لا نحصي ولا نواظب على المذكورات من الحسنات المذكورة في الخصلتين، بل نواظب ونحافظ عليها.

قال الطيبي: أي كيف لا نحصي المذكورات في الخصلتين، وأي شيء يصرفنا عن المواظبة عليها؟ ! فهو استبعاد لإهمالهم في الإحصاء وتساهلهم في


(١) سورة هود: (١١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>