للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: "يَأْتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ فَيَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا وَكَذَا؛ حَتَّى يَنْفَكَّ الْعَبْدُ لَا يَعْقِلُ، وَيَأْتِيهِ وَهُوَ فِي مَضْجَعِهِ فَلَا يَزَالُ يُنَوِّمُهُ حَتَّى يَنَامَ".

===

المواظبة عليها، فرد استبعادهم بأن الشيطان يوسوس له في الصلاة حتى يغفل عن الذكر عقيبها، وينومه عند الاضطجاع كذلك، وهذا معنى قوله: (قال) النبي صلى الله عليه وسلم في رد استبعادهم عدم الإحصاء؛ أي: لا تبتعدوا عدم مواظبته على الخصلتين؛ فإنه (يأتي أحدكم) مفعول مقدم (الشيطان) فاعل مؤخر؛ أي: فإن الشيطان يأتي أحدكم (وهو) أي: والحال أن أحدكم (في الصلاة) أي: في صلاته، (فيقول) الشيطان له في صلاته، أو يوسوس له، أو يلقي في خاطره: (اذكر كذا وكذا) من الأشغال الدنيوية والأحوال النفسية الشهوية أو ما لا تعلق لها بالصلاة، ولو من الأمور الأخروية، فيشغله صن صلاته؛ (حتى ينفك العبد) ويفرغ عن صلاته وهو (لا يعقل) ولا يدري كم صلى من عدد ركعات صلاته فضلًا عن الأذكار في دبرها، (ويأتيه) ويأتي الشيطان الرجل المسلم (وهو) أي: والحال أن الرجل المسلم (في مضجعه) أي: في مرقده ومفرشه، (فلا يزال) الشيطان (ينومه) أي: يلقي عليه النوم (حتى ينام) وهو لم يأت بالأذكار المشروعة عند النوم، وفيما ذكر إيماء إلى أنه إذا كان يغلبه الشيطان عن الحضور المطلوب المؤكد في صلاته، فكيف لا يغلبه ولا يمنعه عن الأذكار المعدودة من السنن في حال انصرافه عن طاعته. انتهى من "التحفة".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الأدب، باب التسبيح عند النوم، رقم (٥٠٦٥)، والترمذي في كتاب الدعوات، باب (٢٥)، رقم (٣٤١٠)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (ص/٢٤١ - ٢٤٣)، باب التسبيح والتحميد والتكبير عند النوم،

<<  <  ج: ص:  >  >>