للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ فِي الثَّالِثَةَ: فَعَلِّمْنِي يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:

===

ولم يُعلّمه في أول مرة؟ قيل: جوّز رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعيدها صحيحة، ولأن التعليم بعد تكرار الخطأ أثبت وأفيد من التعليم ابتداءً، وقوله: "فإنك لم تصل" قال القاضي: فيه أن عبادة الجاهل المختلة لا يُعتد بها.

(قال) الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم (في الثالثة) أي: بعد المرة الثالثة من إعادته الصلاة، وفي رواية مسلم زيادة: "والذي بعثك بالحق؛ ما أُحسن -ولا أعرف- غير هذا" الذي فعلته، (فعلّمني يا رسول الله) ما بعثك الله به في الصلاة، واستشكل كونه صلى الله عليه وسلم تركه ثلاث مرات يُصلي صلاة فاسدة، وأجاب التوربشتي بأن الرجل لما رجع ولم يستكشف الحال من مورد الوحي؛ كأنه اغتر بما عنده من العلم، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم عن تعليمه؛ زجرًا له وتأديبًا وإرشادًا إلى استكشاف ما استبهم عليه، فلما طلب كشف الحال من مورده .. أرشده صلى الله عليه وسلم إليه. انتهى "ق".

وقال الأبي: إنما لم يعلّمه أولًا؛ لأن التعليم بعد تكرار الخطأ أثبت من التعليم ابتداءً، ولأنه أبلغ في تعريفه وتعريف غيره بصفة الصلاة المجزئة، كما أمرهم بالإحرام بالحج، ثم فسخه إلى العمرة؛ ليكون أبلغ في تقرير ذلك عندهم. انتهى "نووي"، وقيل: تأديبًا له؛ إذ لم يسأل واكتفى بعلم نفسه، ولذا لما سأل، وقال: لا أحسن .. علمه، وليس فيه تأخير البيان؛ لأنه كان في الوقت سعة إن كانت صلاة فرض.

وقوله: (لا أحسن غير هذا) يدل على أنه كان يصلي كذلك، ولم يأمره بالإعادة، ففيه أن فاعل ذلك إنما يؤمر بالإعادة في الوقت.

فـ (قال) بتقدير الفاء، كما في "البخاري" أي: فقال له رسول الله صلى الله

<<  <  ج: ص:  >  >>