للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلَا سَمَاءٍ وَلَا أَرْضٍ وَلَا رِيَاحٍ وَلَا جِبَالٍ وَلَا بَحْرٍ إِلَّا وَهُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ".

===

الخمر، أو السرقة، (وفيه) أي: وفي يوم الجمعة (تقوم الساعة) بنفخة الصعق.

(ما من ملك مقرب) من ملائكة الله تعالى، (ولا سماء) من السماوات السبع، (ولا أرض) من الأرضين السبع، (ولا رياح) من أنواع الرياح، (ولا جبال) من صنوف الجبال، (ولا بحر) من أنواع البحور (إلا وهن) أي: هذه المذكورات (يشفقن) أي: يخفن (من بوم الجمعة) لأجل قيام الساعة فيه، من الإشفاق وهو الخوف، وفي الحديث: أن سائر المخلوقات تعلم الأيام بعينها، وأنها تعلم أن القيامة تقوم يوم الجمعة، ولا تعلم الوقائع التي بينها وبين القيامة، أو ما تعلم أن تلك الوقائع وجدت إلى الآن، لكن هذا بالنظر إلى الملك المقرب لا يخلو عن خفاء، والأقرب أن غلبة الخوف والخشية تنسيهم ذلك.

قوله: "وفيه خُلق آدم" الذي هو مبنى العالم "وفيه أُهبط" أي: أُنزل من الجنة إلى الأرض؛ لعدم تعظيمه يوم الجمعة بما وقع له من الزلة؛ ليتداركه بعد النزول في الطاعة والعبادة، فيرتقي إلى أعلى درجات الجنة، وليعلم قدر النعمة؛ لأن المنحة تتبين عند المحنة، والظاهر أن أُهبط هنا بمعنى أُخرج، وفي رواية لمسلم: (فيه أدخل الجنة، وفيه أُخرج منها)، قيل: كان الإخراج من الجنة إلى السماء والإهباط منها إلى الأرض، فيفيد أن كلًّا منهما كان يوم الجمعة، إما في يوم واحد، وإما في يومين، والله أعلم. انتهى من "العون".

واعلم: أن كون يوم الجمعة أفضل الأيام لا يرجع ذلك إلى عين اليوم؛ لأن الأيام متساوية في أنفسها، وإنما يفضل بعضها بعضًا بما فيه من أمر زائد على

<<  <  ج: ص:  >  >>