للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

نفسه، ويوم الجمعة قد خص من جنس العبادات بهذه الصلاة المعهودة التي يجتمع لها الناس وتتفق هممهم ودواعيهم ودعواتهم فيها، ويكون حالهم فيها كحالهم في يوم عرفة، فيستجاب لبعضهم في بعض، ويُغفر لبعضهم ببعض، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: "الجمع حج المساكين"، ذكره في "كشف الخفا" (١٠٧٦)، وقال: رواه القضاعي عن ابن عباس، ولكن في سنده مقاتل وهو ضعيف، أي: يحصل لهم فيها ما يحصل لأهل عرفة، والله أعلم.

ثم إن الملائكة يشهدونهم ويكتبون ثوابهم، ولذلك سُمي هذا اليوم اليوم المشهود، ثم تخطر فيه لقلوب العارفين من الألطاف والزيادات بحسب ما يدركونه من ذلك، ولذلك سُمي بيوم المزيد، ثم إن الله تعالى قد خصه بالساعة التي فيه على ما يأتي ذكرها، ثم إن الله تعالى قد خصه بأن أوقع فيه هذه الأمور العظيمة التي هي: خَلق آدم الذي هو أصل البشر، ومن ولده الأنبياء والمرسلون والأولياء والصالحون، ومنها: إخراجه من الجنة الذي حصل عنده إظهار معرفة الله وعبادته في هذا النوع الإنساني، ومنها: توبة الله عليه بها ظهر لطفه تعالى عليه ورحمته لهذا النوع الآدمي مع اجترامه ومخالفته، ومنها: موته الذي بعده وُفي أجره ووصل إلى مامنه ورجع إلى المستقر الذي خرج منه، ومن فهم هذه المعاني .. فهم فضيلة هذا اليوم وخصوصيته بذلك، فحافظ عليه وبادر إليه. انتهى من "المفهم".

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه الإمام أحمد وأبو بكر بن أبي شيبة في "مسنديهما" هكذا، وروى أبو داوود والنسائي والترمذي بعضه من حديث أبي هريرة، وقال: حسن صحيح، قال: وفي الباب عن أبي لبابة انفرد به ابن ماجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>