للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي حَدَّثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ".

===

وتغضب علي، والسُّخْط -بضم السين مع سكون الخاء المعجمة وبفتحتين-: أشد الغضب.

(وأعوذ بمعافاتك) وهو من الإكرام والإنعام (من عقوبتك) وهي من أفعال الغضب والانتقام؛ أي: وأعوذ متوسلًا بمعافاتك من عقوبتك وانتقامك (وأعوذ بك) أي: متوسلًا بصفات جمالك (منك) أي: من صفات جلالك، أو أعوذ بذاتك منك؛ أي: من آثار صفاتك، وفيه إشارة إلى قوله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} (١)، وإشارة إلى قوله: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} (٢) (لا أحصي) أي: لا أقدر إحصاء (ثناء عليك) قدرًا وعددًا (أنت) يا إلهي (كما) أي: على ما (أثنيت) به (على نفسك) أي: على ذاتك؛ أي: أنت على ثناء أثنيت به على نفسك؛ أي: أنت الذي أثنيت على ذاتك ثناءً يليق بك، فمن يقدر على أداء حق ثنائك؟ !

قال السندي: قوله: "إني أعوذ برضاك" أي: متوسلًا برضاك من أن تسخط وتغضب علي، قوله: "وأعوذ بك منك" أي: أعوذ بصفات جمالك من آثار صفات جلالك، فهذا إجمال بعد شيء من التفصيل وتعوذ وتوسل بجميع صفات الجمال من آثار صفات الجلال، وإلا .. فالتعوذ من الذنب مع قطع النظر عن شيء من الصفات لا يظهر، قوله: "لا أُحصي ثناءً عليك" أي: لا أستطيع فردًا من ثنائك على شيء من نعمائك، وهذا بيان لكمال عجز البشر عن أداء حقوق الرب تعالى.


(١) سورة آل عمران: (٢٨).
(٢) سورة الذاريات: (٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>