وهو الثلاث في هذا المثال؛ أي: وليأخذ العدد الذي تيقن في ضمن الشك وهو الثلاث، وليكمل عليه ما بقي من صلاته.
(فإذا استيقن التمام) أي: تمام صلاته؛ أي: فإذا بنى على اليقين وأتى بما بقي من صلاته واستيقن التمام .. (سجد سجدتين) قبل أن يُسلّم كما في رواية مسلم، (فإن كانت صلاته) التي صلى بها قبل عروض الشك له (تامة) أي: أربعًا مثلًا .. (كانت الركعة) التي أتى بها بعد الشك (نافلة) أي: سنة يثاب عليها؛ لأنه إنما أتى بها لضرورة الشك، فلا تبطل صلاته، (وإن كانت) صلاته التي صلاها قبل عروض الشك (ناقصة) أي: ثلاثًا .. (كانت الركعة) التي أتى بعد الشك التمام صلاته) أي: مكملة لصلاته.
(وكانت السجدتان رغم أنف الشيطان) أي: كانت السجدتان إرغامًا وإهانة وإغاظة وإذلالًا للشيطان بحرمان مقصوده من التلبيس عليه، مأخوذ من الرغام وهو التراب، ومنه أرغم الله أنفه؛ أي: ألصق الله أنفه بالرغام وهو التراب؛ والمعنى: إن الشيطان لبس عليه صلاته وتعرَّض لإفسادها ونقصها، فجعل الله تعالى للمصلي طريقًا إلى جبر صلاته، وتدارك ما لبسه عليه، وإلى إرغام الشيطان ورده خاسئًا مبعدًا عن مراده، وكملت صلاة ابن آدم وامتثل أمر الله تعالى الذي عصى به إبليس بامتناعه من السجود حين أُمر به. انتهى "نووي".
قوله في هذا الحديث: "فليُلغِ الشك، وليَبْنِ على اليقين" تمسك بظاهره جمهور أهل العلم في إلغاء المشكوك فيه والعمل على المتيقن، وألحقوا