للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ بِمَكَّةَ، اللَّهُمَّ؛ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ".

===

وعياش بن أبي ربيعة) من شر الكفار وأذاتهم، ودعاؤه صلى الله عليه وسلم لهؤلاء الثلاثة بالنجاة؛ لأنهم كانوا أسارى بأيدي الكفار، وحديثهم عند أهل السير مشهور، فلا نطيل بذكره، وقوله: (و) أنج جميع (المستضعفين) من المسلمين المحصورين (بمكة) المكرمة، تعميم بعد تخصيص، قال ابن الملك: قاله النبي صلى الله عليه وسلم حين هاجر من مكة وهم بقوا فيها. انتهى.

وقوله: (أنج) من النجاة، والهمزة للتعدية، وقد عُدِّي بالتضعيف أيضًا من النجوة؛ وهو المرتفع من الأرض، وهؤلاء المدعو لهم هم قوم من أهل مكة أسلموا، ففتنهم أهل مكة وعذبوهم وبعد ذلك نجوا منهم وهاجروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا دعاء للمعين وغيره، قال النووي: وفيه استحباب القنوت والجَهْرِ بِهِ، وأنه بعد الركوع، وأنه يَجْمعُ بينَ قوله: سمع الله لمن حمده وربنا لك الحمد، وفيه جوازُ الدعاء لإنسان معين وعلى معيَّن. انتهى.

وكان صلى الله عليه وسلم يقول في الدعاء على الكفار: (اللهم؛ اشدد وطأتك) أي: نكايتك وعقوبتك، بهمزة وصل في اشدد، وفتح الواو وسكون الطاء في قوله: وطأتك؛ أي: اشدد عقوبتك (على) كفار قريش أولاد (مضر) اسم قبيلة؛ يعني: خذهم أخذًا شديدًا (واجعلها) أي: واجعل الوطأة أو السنين أو الأيام (عليهم) أي: على كفار مضر (سنين) كما هو مصرَّح في الرواية الآتية في رواية البخاري (كسني يوسف) بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام؛ يعني بها: السبع الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>