للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ وَانْجَلَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا

===

(و) سجد (أربع سجدات) في ركعتين، كما هو المعتاد في كل صلاة، وفائدة ذكره بيان أن الزيادة منحصرة في الركوع دون السجود، وهذا قول الأئمة الثلاثة، وأما الأحناف .. فيقولون: تؤول رواية تلك الزيادة على رفع بعض القوم رؤوسهم من طول الركوع، ثم عودهم إليه، فعندهم صلاة الكسوف على الأصول المعهود في الصلوات؛ لما رواه أبو داوود عن قبيصة بإسناد صحيح أنه صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين، فأطال فيهما القيام، ثم انصرف وانجلت الشمس، فقال: "إنما هذه الآيات يخوف الله بها عباده، فإذا رأيتموها .. فصلوا كأحدث؛ أي: أقرب صلاة صليتموها من المكتوبة"، قال ابن الهمام: وهي الصبح؛ فإن الكسوف كان عند ارتفاع قيد رمحين، والأخذ بهذا أولى؛ لوجود الأمر به وهو مقدم على الفعل. انتهى من بعض الهامش.

(وانجلت الشمس) -بنون قبل الجيم من باب انفعل- أي: صفت من السواد (قبل أن ينصرف) من صلاته، (ثم قام) النبي صلى الله عليه وسلم خطيبًا (فخطب الناس) أي: وعظهم وذكرهم، وهذا دليل من قال: من سنة صلاة الكسوف الخطبة؛ وهم الشافعي وإسحاق والطبري وفقهاء أصحاب الحديث، وخالفهم في ذلك أبو حنيفة ومالك، وقالا: إن هذه الخطبة إنما كان مقصودها زجر الناس عما قالوا من أن الكسوف إنما كان لموت إبراهيم، وليخبرهم بما شاهده في تلك الصلاة مما أطلع عليه من الجنة والنار. انتهى من "المفهم".

(فأثنى على الله) تعالى أي: وصف الله سبحانه وتعالى (بما) أي: بوصف

<<  <  ج: ص:  >  >>