(الصبح) أي: دخول وقت الصبح .. (أوتر) أي: أوتر ما صلاها من صلاة الليل (بواحدة) أي: أوتر ما صلى من الليل من الأشفاع؛ أي: جعله وترًا بصلاة ركعة واحدة.
والحديث يفيد أن اللائق تأخير الوتر إلى قرب طلوع الفجر، وهذا هو الغالب في عادة الناس، وإلا .. فمن قام من حين ينتصف الليل مثلًا، وصلى إلى السحر، وأراد أن يستريح بعد ذلك .. يوتر أول السحر، كما هو دأبه صلى الله عليه وسلم، كما تدل عليه الأحاديث الصحيحة، والله أعلم. انتهى "سندي" بتصرف.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أعني: حديث سالم وطاووس البخاري في كتاب الوتر وفي مواضع كثيرة، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة الليل مثنى مثنى، وأبو داوود في كتاب التطوع، باب صلاة الليل مثنى مثنى، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في صلاة الليل مثنى مثنى، والنسائي في كتاب قيام الليل وتطوع النهار.
فالحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه أيضًا، وغرضه: الاستشهاد به للحديث الأول.
قال أبو عيسى: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم أن صلاة الليل مثنى مثنى، وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق. انتهى "الترمذي"، واستدل بهذا على تعين الفصل بين كل ركعتين من صلاة الليل، قال ابن دقيق العيد: وهو ظاهر السياق لحصر المبتدأ في الخبر، وحمله الجمهور على أنه لبيان الأفضل؛ لما صح من فعله صلى الله عليه وسلم بخلافه، ولم يتعين أيضًا كونه كذلك، بل