للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ نَامَ لَيْلَةً حَتَّى أَصْبَحَ قَالَ: "ذَلِكَ الشَّيْطَانُ بَالَ فِي أُذُنَيْهِ".

===

(عن منصور) بن المعتمر بن عبد الله السلمي أبي عَتَّاب الكوفي، ثقة، من الخامسة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (١٣٢ هـ). يروي عنه: (ع).

(عن أبي وائل) شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي، ثقة مخضرم، من الثانية، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز. يروي عنه: (ع).

(عن عبد الله) بن مسعود الهذلي الكوفي الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) عبد الله: (ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة) كلها (حتى أصبح) أي: دخل في الصباح، ولم أر من ذكر اسم الذاكر، (قال: ذلك) النائم طول الليل (الشيطان بال في أُذُنيه) أي: استحوذ عليه وغلبه واستخفه واستعلى عليه حتى نوَّمه طول الليل ومنعه من الاستيقاظ بسد أُذُنيه بسحره ونفثه، فالبول كناية عن تحكمه عليه وعقده على قافية رأسه حتى نام عن طاعة الله تعالى. قال مُلا علي: وخص البول من الأَخْبَثين؛ لأنه مع خبَاثَتِه أسهل مدخلًا في تجاويف الخروق والعروق، ونفوذُهُ فيها يُورث الكسلَ في جميع الأعضاء، وخصَّ الأُذُن؛ لأن الانتباه أكثر ما يكون باستماع الأصوات. انتهى.

قال القرطبي: يصح بقاؤه على ظاهره؛ إذ لا إحالة فيه، ويفعل ذلك استهانة به، ويحتمل أن يحمل على التوسع، فيكون معناه: أن الذي ينام الليل كله ولا يستيقظ عند أذان المؤذنين ولا تِذكار المذكرين، فكأن الشيطان سدَّ أُذُنيه ببوله، وخصَّ البول بالذكر؛ إبلاغًا في التَّفْحِيش به، وليجتمع له مع إذهاب سمعه

<<  <  ج: ص:  >  >>