بألفاظ مختلفة تقريرًا وتأكيدًا وتحريضًا وتأييدًا على الاستماعِ إليه والمواظبةِ عليه.
(إذا أنت فعلْتَ ذلك) أي: ما ذكر من عشر خصال، والمراد من الخصال العشر التي هي أنواعُ الذنوب المعدودةُ بقوله: أولَه وآخرَه ... إلى قوله: سره وعلانيته، والتقدير: ألا أفعلُ لك وأعلِّمك بما يكفر عنك عَشْرَ خلال من الذنوب المعدودةِ إذا فعلْتَها؟ وقيل: المرادُ بالعشرِ الخصال: التسبيحاتُ؛ فإنها فيما سِوَى القيامِ عَشْر عشر، والمعنى: إذا فعلْتَ ما أُعلِّمك من العشراتِ التسبيحاتِ .. (غفر الله لك ذنبك)، وقوله:(أوله وآخره) بالنصب بدل تفصيل من مجمل مِنْ عشر خصال من الذنوب؛ أي: ألا أعلمك بما يكفر عنك عشرَ خصال أولَه وآخرَه؛ أي: مَبْدأَه ومنتهاه، ويحتمل أن يكون معناه ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
(وقديمه وحديثه) أي: جديده (وخطأه وعمده) قيل: يشكل بأن الخطأ لا إثم فيه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:"إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"، فكيف يجعل من جملة الذنب؟ وأجيب بأن المراد بالذنب ما فيه نقص، وإن لم يكن فيه إثم، ويؤيده قوله تعالى:{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}(١)، ويحتمل مغفرة ما يترتب على الخطأ من نحو الإتلاف من ثبوت بدلها في الذمة، فمعنى المغفرة حينئذ: إرضاء الخصوم، وفك النفس المحبوسة عن مقامها الكريم المشار إليه بقوله صلى الله عليه وسلم:"نفس المؤمن مرهونة حتى يُقضى عنه دَيْنُه".