سواه المسجد الأقصى ومساجد حرم المدينة ومساجد حرم مكة ومساجد سائر بقاع الأرض وأرجائها شرقًا وغربًا، والله أعلم بقدر تلك الزيادة، قيل: هذا مع اتحاد المصلي في الموضعين، فلا يقال مثلا: إن صلاة زيد الظهر بالمسجد النبوي أفضل من صلاة علي بن أبي طالب الظهر بمسجد الكوفة.
قوله:"إلا المسجد الحرام" أي: فإن الصلاة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة فيما سواه؛ أي: فيما سوى المسجد الحرام مطلقًا؛ أي: سواء كان ذلك السوى المسجد النبوي أو الأقصى أو مساجد حرم مكة أو مساجد حرم المدينة أو مساجد سائر بقاع الأرض، والمراد به: ما كان حريمًا للكعبة، كما يدل عليه حديث ميمونة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها عند مسلم، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا مسجد الكعبة" أخرجه مسلم في كتاب الحج، باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة.
فهذا الحديث نص على أن المراد بالمسجد الحرام: ما حول الكعبة، لا مساجد حرم مكة، كما يقول ذلك من ليس له ذوق بقواعد اللغة العربية وفحواها، وهو ما يصح فيه الطواف، مأخوذ من حريم الدار؛ وهو ما يحتاج إليه في الانتفاع بتلك الدار؛ كمبارك الإبل ومرابض الغنم ومواضع الحط والترحال، كما ذكروه في باب إحياء الموات، والموضع الذي يحتاج إليه في الانتفاع بالكعبة المطاف؛ أي: الموضع الذي يصح فيه الطواف؛ وهو ما كان بين المسعى وما على إزائه من سائر الجوانب وبين الكعبة؛ لأنه