تيسر له من القرآن، (ثم ركع) ركوع الركعة الثانية على المنبر، (فقام) أي: رفع رأسه من الركوع، (ثم رجع القهقرى حتى) نزل إلى الأرض، فـ (سجد) السجدتين للركعة الثانية (بالأرض) أي: على الأرض.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الصلاة، باب الصلاة في السطوح والمنبر والخشب، رقم (٣٧٧)، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب جواز الخطوة والخطوتين في الصلاة، رقم (٤٤/ ٥٤٤).
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.
قوله:(عمله فلان مولى فلانة) من الأنصار، اسمها عائشة، واسم الغلام باقوم، أو ميمون، أو مينا - بكسر الميم - أو قبيصة، أو باقول - باللام - أو صباح -بضم الصاد- أو تميم الداري، أو غير ذلك، ويحتمل أن يكون المراد به تميمًا الداري؛ لأنه كثير السفر إلى الروم وأشبه الأقوال بالصواب أنه ميمون، ولا اعتداد بالأخرى لوهائها، وحمله بعضهم على أن الجميع اشتركوا في عمله، وعورض بقوله في كثير من الروايات:(ولم يكن بالمدينة إلا نجار واحد).
وأجيب باحتمال أن المراد بالواحد: الماهر في صناعته، والبقية أعوان له، كذا في "الفتح" و"الإرشاد". انتهى من "الكوكب"، قال الأبي: وأساتيذ المغرب، بل فجميع أساتيذ أهل الأرض الآن يجلسون للتدريس على الكراسي، وهذا الحديث أصل وحجة لهم. انتهى.
وفي رواية هشام بن سعد عن أبي حازم عند الطبراني:(فخطب الناس عليه، ثم أقيمت الصلاة، فكبر وهو على المنبر) فأفادت هذه الرواية تقدم الخطبة على الصلاة. انتهى من "العون".