للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّهُ كَانَ يَأْتِي إِلَى سُبْحَةِ الضُّحَى فَيَعْمِدُ إِلَى الْأُسْطُوَانَةِ دُونَ الْمُصْحَفِ فَيُصَلِّي قَرِيبًا مِنْهَا فَأَقُولُ لَهُ: أَلَا تُصَلِّي هَا هُنَا؛ وَأُشِيرُ إِلَى بَعْضِ نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَيَقُولُ:

===

(عن يزيد بن أبي عبيد) الأسلمي مولى سلمة بن الأكوع، ثقة، من الرابعة، مات سنة بضع وأربعين ومئة (١٤٣ هـ). يروي عنه: (ع).

(عن سلمة) بن عمرو (بن الأكوع) الأسلمي أبي مسلم المدني، شهد بيعة الرضوان، مات سنة أربع وسبعين (٧٤ هـ) رضي الله تعالى عنه. يروي عنه: (ع).

وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(أنه) أي: أن سلمة (كان يأتي إلى) المسجد النبوي ليصلي (سبحة الضحى) أي: سنة الضحى، (فيعمد) أي: يقصد ويتحرى لصلاته التوجه (إلى الأسطوانة) التي (دون) موضع (المصحف) أي: عند موضع المصحف، كما في رواية مسلم؛ أي: عند موضع مصحف عثمان رضي الله تعالى عنه، (فيصلي قريبًا منها) أي: من الأسطوانة المعروفة بأسطوانة المهاجرين؛ لاجتماعهم عندها، وكانت متوسطة في الروضة الشريفة، ذكر ابن حجر أن المهاجرين من قريش كانوا يجتمعون عندها، وروي عن الصديقة أنها كانت تقول: لو عرفها الناس .. لاضطربوا إليها بالسهام، وأنها أسَرَّتْهَا إلى ابنِ الزبير، فكان يكثر الصلاة عندها، والأسطوانة -بضم الهمزة-: السارية والعمود تجمع على أساطين، قال يزيد بن أبي عبيد:

(فأقول له) أي: لسلمة ابن الأكوع: (ألا تصلي ها هنا؟ و) الحال أني (أشير) له (إلى بعض نواحي المسجد) وجوانبه، (فيقول) لي سلمة: لا أصلي في المكان الذي أشرتَ لي إليه، بل أصلي عند هذه الأسطوانة، وإنما صليت

<<  <  ج: ص:  >  >>