(فقال) علي رضي الله عنه: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إليَّ) رجلًا ليدعوني إليه (وأنا أرمد العين) أي: والحال أني وجع العين، والرمد -بفتحتين-: هيجان العين بالألم.
وقوله:(يوم) غزوة (خيبر) ظرف متعلق ببعث، فجئته، فقال لي: لم تخلفت عنا؟ (قلت: يا رسول الله؛ إني أرمد العين) أي: وجع العين، (فتفل) رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أي: بصق (في عيني) الوجعة بالإفراد، (ثم) بعدما بصق في عيني (قال: اللهم؛ أذهب عنه الحر والبرد) أي: وجعًا سببه الحر أو البرد، (قال) علي: (فما وجدت حرًّا) في وقت الصيف (ولا بردًا) في وقت الشتاء (بعد يومئذ) أي: بعد ذلك اليوم الذي بصق في عيني ودعا لي بإذهاب الحرارة والبرودة عني.
(وقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم: والله (لأبعثن) لقتال أهل خيبر (رجلًا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ليس) ذلك الرجل (بفرَّار) بوزن علام صيغة مبالغة من الفرار، وليست مرادة؛ أي: ليس بفار من العدو أصلًا حتى يستأصلهم، (فتشرف) أي: تطلع وتمنى (له) أي: لذلك البعث (الناس) أي: الحاضرون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم لنفسه وانتظر لأجل ذلك الوصف الذي وصف به الرجل المبعوث من محبة الله ومحبة رسوله له، (فبعث) رسول الله صلى الله عليه وسلم