للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ؛ إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ فِي ذِمَّتِكَ وَحَبْلِ جِوَارِكَ، فَقِهِ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَأَنْتَ أَهْلُ الْوَفَاءِ وَالْحَقِّ، فَاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ

===

أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (أن من السنة في الصلاة على الجنازة أن يكبر الإمام، ثم يقرأ بفاتحة الكتاب بعد التكبيرة الأولى سرًّا في نفسه ... ) الحديث، وقيل: إن جهره صلى الله عليه وسلم بالدعاء لقصد تعليمهم، وأخرج أحمد عن جابر، قال: ما أتاح لنا في دعاء الجنازة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر، وفسر أتاح بمعنى قدر، قال الحافظ: والذي وقفت عليه باح بمعنى جهر. انتهى من "العون".

قال واثلة: (فأسمعه) صلى الله عليه وسلم أنا بصيغة المضارع المسند إلى المتكلم حالة كونه (يقول: اللهم؛ إن فلان بن فلان) فيه دليل على استحباب تسمية الميت باسمه واسم أبيه، وهذا إن كان معروفًا، وإلا .. جعل مكان ذلك: اللهم؛ إن عبدك هذا أو نحوه (في ذمتك) أي: في أمانتك وعهدك وحفظك (وحبل جوارك) - بكسر الجيم - قيل: عطف تفسيري لما قبله، وقيل: الحبل: العهد؛ أي: في كنف حفظك وعهد طاعتك، وقيل: أي: في سبيل قربك وهو الإيمان، والأظهر أنَّه متعلقٌ ومتمسك بالقرآن؛ كما قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} (١).

(فقه) بالضمير أو بهاء السكت؛ أي: واحفظه (من فتنة القبر) أي: امتحان السؤال فيه أو من أنواع عذابه من الضغطة والظلمة وغيرهما، (وعذاب النار) في الآخرة، (وأنت أهل الوفاء) أي: بالوعد؛ فإنك لا تخلف الميعاد (والحق) أي: أنت أهل الحق، والمضاف مقدر، (فاغفر له وارحمه، إنك أنت الغفور)


(١) سورة آل عمران: (١٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>