(تقلقل) من باب تزلزل، أي: تتحرك وتضطرب (في صدره) أي: في صدر الصبي.
(قال) أبو عثمان: (حسبته) أي: حسبت أسامة بن زيد (قال) لي: (كأنه) أي: كأن صدر الصبي (شنة) أي: قربة بالية، والقلقلة: حكاية حركة الشيء يسمع له صوت، والشن: القربة البالية اليابسة، شبه البدن بالجلد اليابس الخلق، وحركة الروح فيه بما يطرح في الجلد من حصاة ونحوها. انتهى "نهاية"، والمعنى: وروحه تضطرب وتتحرك لها صوت وحشرجة؛ كصوت الماء إذا ألقي في القربة البالية.
(قال) أسامة بن زيد: (فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: سالت عيناه دموعًا بالبكاء، وهذا موضع الترجمة؛ لأن البكاء العاري عن النوح لا يؤاخذ به الباكي والميت، وحديث أم سلمة السابق دل على حرمة البكاء المقترن بالنوح والندب؛ لأنها أرادت ذلك، بدليل قولها:(فجاءت امرأة من الصعيد تريد أن تساعدني) لأن ذلك هو الذي يقبل المساعدة، وحديث أسامة هذا دل على البكاء الجائز؛ بدليل قوله:(فقال له عبادة بن الصامت: ما هذا) البكاء (يا رسول الله؟ ) وفي رواية عبد الواحد: (قال سعد بن عبادة: تبكي) وزاد أبو نعيم في "مستخرجه": (وتنهى عن البكاء؟ ! ).
فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسامة: "هذه" كما في رواية مسلم؛ أي: هذه الدمعة التي تراها مني من حزن القلب بغير تعمد ولا استدعاء .. لا مؤاخذهَ عليها؛ لأنها (الرحمة) أي: علامة الرحمة والشفقة