للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَبِي بَكْرٍ، فَحَمِدَ اللهَ عَلَى مَا رَأَى مِنْ حُسْنِ حَالِهِمْ؛ رَجَاءَ أَنْ يَخْلُفَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِمْ بِالَّذِي رَآهُمْ فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّمَا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ أَوْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ .. فَلْيَتَعَزَّ بِمُصيبَتِهِ بِي عَنِ الْمُصِيبَةِ الَّتِي تُصِيبُهُ بِغَيْرِي،

===

خلف (أبي بكر) الصديق إمامًا لهم، و (إذا) فجائية؛ أي: فاجأه رؤية الناس المصلين خلف أبي بكر، (فحمد الله) أي: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه؛ شكرًا له (على ما رأى) منهم (من حسن حالهم) حيث اجتمعوا في المسجد وصلوا خلف أبي بكر؛ (رجاء أن يخلفه الله عزَّ وجلَّ) عنه (فيهم) أي: في إصلاح أحوالهم إذا مات (ب) سبب الحال (الذي رأى) مت (هم) من اجتماعهم وصلاتهم خلف أبي بكر، والباء سببية متعلقة برجاء، وقوله: (أن يخلفه الله) من خلفه من باب نصر؛ إذا كان خليفةً له فيمن بقي بعده؛ أي: رجاء أن يكون الله خليفة له في إصلاح حال الأمة، بالوجه الذي رآهم عليه من الاجتماع على الخير.

(فقال) خوفًا من تفرقهم بعده بسبب ما يلحقهم من المصائب والفتن: (يا أيها الناس؛ أيما أحد من الناس، أو) قالت عائشة: أيما أحد (من المؤمنين) والشك من أبي سلمة فيما قالته عائشة من اللفظين (أصيب) ذلك الأحد (بمصيبة) من المصائب؛ موتًا كانت أو غيره، كانت في أهله أو ولده أو في نفسه .. (فليتعز) أي: فليخفف ثقل تلك المصيبة وشدة همها على نَفْسِه (بـ) تذكر (مصيبته بـ) موتـ (ي) معرضًا (عن) الهم بتلك (المصيبة التي تصيبه بـ) موت (غيري) من أهله وأولاده، وعن الحزن بها؛ فإن المصيبة الصغيرة تضمحل وتنعدم في جنب الكبيرة؛ فحيث صبر على الكبيرة التي هي موتي .. لا ينبغي أن يبالي بالصغيرة التي هي موت غيري؛ من أهله وأولاده وأصدقائه وأحبائه.

<<  <  ج: ص:  >  >>