للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَيَوْمًا بَعْدَهُ"، قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى، قَالَ: "صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَيَوْمَيْنِ بَعْدَهُ"، قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى، قَالَ: "صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ بَعْدَهُ وَصُمْ أَشْهُرَ الْحُرُمِ".

===

رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الرجل "إن أردت اتباع السنة .. (صم شهر الصبر) أي: شهر رمضان، وأصل الصبر: الحبس، فسمى الصيام صبرًا؛ لما فيه من حبس النفس عن الطعام ومنعها عن وطء النساء وغشيانهن في النهار (و) صم (يومًا بعده) أي: بعد شهر الصبر؛ يعني: بعد يوم العيد.

قال الرجل: فـ (قلت): يا رسول الله (إني أقوى) وأقدر على أكثر من ذلك، فـ (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صم شهر الصبر) أي: رمضان (و) صم (يومين بعده) أي: بعد شهر الصبر، قال الرجل: فـ (قلت) لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني أقوى) أي: أقدر على أكثر من ذلك.

فـ (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صم شهر الصبر و) صم (ثلاثة أيام بعده) أي: بعد شهر الصبر (وصم) مع ذلك (أشهر الحرم) -بضمتين- أي: الأشهر الحرم، وهذا هو الصواب؛ لأنه من إضافة الموصوف إلى صفة، فيشترط اتفاقهما تعريفًا وتنكيرًا، إلا أن يقال: أسقط أل من الأول؛ لغرض الإضافة؛ لأنهما لا يجتمعان؛ وهي الأشهر الأربعة التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز بقوله: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} (١)، وهي: شهر رجب، وذي القعدة، وذي الحجة، والمحرم، وقيل للأعرابي الذي يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم: كم الأشهر الحرم؟ فقال: أربعة؛ ثلاثة سرد، وواحد فرد.

وفي رواية أبي داوود زيادة: (وقال بأصابعه الثلاثة فضمها، ثم أرسلها) أي:


(١) سورة التوبة: (٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>