للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَأَمَرَتْ عَائِشَةُ بِخِبَاءٍ فَضُرِبَ لَهَا، وَأَمَرَتْ حَفْصَةُ بِخِبَاءٍ فَضُرِبَ لَهَا، فَلَمَّا رَأَتْ زَيْنَبُ خِبَاءَهُمَا .. أَمَرَتْ بِخِبَاءٍ فَضُرِبَ لَهَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. قَالَ: "آلْبِرَّ تُرِدْنَ؟ ! "،

===

من وبر أو صوف، وقد يكون من شعر، والجمع أخبية؛ كبناء وأبنية، ويكون على عمودين أو ثلاثة، وما فوق ذلك .. فهو بيت؛ كما في "المصباح"، وضربه: بناؤه وإقامته بضرب أوتاده في الأرض.

قال النووي: وفيه دليل على جواز اتخاذ المعتكف لنفسه موضعًا من المسجد ينفرد فيه مدة اعتكافه، ما لم يضيق على الناس، وإذا اتخذه يكون في آخر المسجد ورحابه؛ لئلا يضيق على غيره، وليكون أخلى له وأكمل في انفراده. انتهى.

ثم إن أزواجه لما رأَيْن عَزْمَهُ على الاعتكاف وأَخْذَهُ فيه .. شَرَعْن فيه؛ رغبةً منهن في الاقتداء به صلى الله عليه وسلم وفي تحصيل الأجر، غير أنهن لم يستأذنه، فلذالك أنكر عليهن؛ كما يدل عليه قوله: (فأمرت عائشة بـ) ضرب (خباء) لها (فضرب لها، وأمرت حفصة) بنت عمر (بـ) ضرب (خباء فضرب لها) خباء.

(فلما رأت زينب) بنت جحش (خباءهما) أي: خباء عائشة وحفصة .. (أمرت بـ) ضرب (خباء) لها (فضرب) خباء (لها، فلما رأى ذلك) أي: الأخبية المضروبة (رسول الله صلى الله عليه وسلم .. قال) لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ("آلبر تردن؟ ! ") بهمزة الاستفهام الإنكاري؛ أي: هل أردْنَ وقصدْنَ فعل البر والخير بضرب هذه الأخبية هؤلاء النسوة؟ ! أي: ليس الأمر كذلك؛ أي: ما أردن البر، وإنما أردن قضاء مقتضى شهوتهن من الغيرة. انتهى "سندي".

<<  <  ج: ص:  >  >>