القبول، ووقوع الصدقة منه موقع الرضا على أكمل الحصول؛ لأنَّ الشيء المرضي يتلقى باليمين في العادة. انتهى "مرقاة".
وقوله:(إلا) أداة استثناء مفرغ، والأخذ بمعنى: القبول، ولعل ذكر (الرحمن) للإشعار بأن هذا من فضل رحمته وسعة كرمه، واليمين صفة ثابتة لله تعالى، نثبتها ونعتقدها مع صرف اللفظ عن ظاهره قطعًا لا نؤولها ولا نكيفها ولا نمثلها:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(١).
(وإن كانت) تلك الصدقة (تمرة) أي: حبةً من تمر، وهو كناية عن حقارتها، والذي في "المشكاة": (بعدل تمرة) أي: بمثلها صورة أو قيمة. انتهى "مرقاة"، (فتربو) أي: تزيد وتكبر (في كف الرحمن) المقدسة، والكف صفة ثابتة لله تعالى، نثبتها ونعتقدها ولا نمثلها، (حتى تكون) تلك التمرة (أعظم من الجبل) الكبير مثل أحد، والظاهر أن المراد بعظمها: أن عينها تعظم؛ لتثقل في الميزان، ويحتمل: أن يكون ذلك معبرًا به عن ثوابها (ويربيها له) أي: يربي الرحمن تلك التمرة لصاحبها؛ من التربية كناية عن الزيادة؛ أي: يزيدها ويعظمها حتى تثقل في الميزان. انتهى "مرقاة".
(كما يربي أحدكم فلوه) أي: ولد فرسه (أو) إما للشك من الراوي، أو للتنويع، والفلو -بفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو-: هو المهر؛ أي: ولد الفرس، سمي فلوًا؛ لأنه فلى عن أمه؛ أي: فصل وعزل عنها، وقيل: هو كل فطيم من ذات حافر، والجمع أفلاء؛ كعدو وأعداء.
وقال أبو زيد: إذا فتحت الفاء. . شددت الواو، وإذا كسرتها. . سكنت اللام؛ كجرو وضرب به المثل؛ لأنه يزيد زيادة بينة، ولأن الصدقة نتاج العمل،