للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ .. فَخُذُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ .. فَانْتَهُوا".

(١) - ١ - (م) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ،

===

(فإنما هلك من كان قبلكم) من الأمم الماضية (بـ) كثرة (سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم) و (على) متعلقة بمحذوف، كما قدرنا، والتقدير: وإنما هلك من كان قبلكم من الأمم بكثرة سؤالهم على أنبيائهم ومخالفتهم لهم فيما أجيبوا به؛ يعني: يسألون عن شيء، فإذا أجيبوا فيه .. لا يمتثلونهم ولا يطيعونهم عنادًا وتمردًا، وهذا تخويف منه صلى الله عليه وسلم لهم على كثرة سؤالهم عما لا يحتاجون إليه.

(فإذا أمرتكم بشيء) من المأمورات أمر إيجاب أو ندب .. (فخذوا) أي: فأتوا وافعلوا (منه) أي: من ذالك الشيء المأمور به (ما استطعتم) أي: ما قدرتم وأطقتم عليه؛ يعني: أن الأمر المطلق لا يقتضي دوام الفعل، وإنما يقتضي حسن المأمور به، وأنه طاعة مطلوبة، فينبغي أن يأتي كل إنسان منه قدر طاقته، (وإذا نهيتكم عن شيء) أي: زجرتكم عن شيء نهي تحريم أو تنزيه .. (فانتهوا) أي: فا نزجروا وابتعدوا عنه بالمرة؛ يعني: أن النهي يقتضي دوام الترك، فلا يقيد بالاستطاعة، كما قيد الأمر به.

وانفرد ابن ماجه في رواية هذا الحديث، ودرجته: أنه حسن.

* * *

ثم ذكر المؤلف المتابعة ثانيًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، فقال:

(١) - ١ - (م) (حدثنا أبو بكر) عبد الله بن محمد (بن أبي شيبة) إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي.

<<  <  ج: ص:  >  >>