وسلم:"إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون" صورةَ حيوانٍ تامِّ الأعضاء؛ لأن الأوثان التي يعبدونها كانت بصورة الحيوان التام.
والمراد بهم: المصورون الذين يصورون أشكال الحيوانات التي تعبد من دون الله، فيحكونها بتخطيط أو تشكيل عالمين بالحرمة قاصدين ذلك؛ لأنهم يكفرون به، فلا يبعد دخولهم مدخل فرعون، أما من لا يقصد ذلك .. فإنه يكون عاصيًا بتصويره فقط. انتهى من "الإرشاد"، قال السندي: قوله: "إن أصحاب الصور" المراد بها: تماثيل ذوي الأرواح "يعذبون يوم القيامة" لأنهم بذلك ادعوا التشبيه مع الله تعالى، فيعذبون لذلك "ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم" أي: صورتم؛ أمر من الأحياء؛ أي: لِيَتِمَّ ما ادَّعَيْتُم بلسانِ الحال من التشبيهِ بالمقال. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب البيوع، باب التجارة فيما يكره لبسه للرجال والنساء، ومسلم في كتاب اللباس والزينة، باب لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة، والنسائي في كتاب الزينة، ومالك في "الموطأ"، وأحمد في "المسند".
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استأنس المؤلف للنرجمة بحديث آخر لأبي هريرة، فقال:
(١٣٤) -٢١١٨ - (٤)(حدثنا عمرو بن رافع) بن الفرات القزويني البجلي أبو حجر -بضم المهملة وسكون الجيم- ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة سبع وثلاثين ومئتين (٢٣٧ هـ). يروي عنه:(ق).
(حدثنا عمر بن هارون) بن يزيد الثقفي مولاهم البلخي، متروك، وكان