للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ

===

وتعالى (له) أي: لذلك السالك (به) أي: بسبب سلوكه ذلك المسلك (طريقًا) موصلًا له (إلى الجَنَّة).

قال النواوي: قوله: "من نفس عن مؤمن كربة ... " إلى آخره، هذا الحديث عظيم جامع لأنواع من المعلوم والقواعد والآداب، ومعنى "نفس كربة": أزالها، وفيه فضل قضاء حوائج المسلمين ونفعهم بما تيسر من علم أو مال أو معاونة أو إشارة بمصلحة أو نصيحة أو غير ذلك، وقوله: "من يسر على معسر" مسلم أو غيره بإبراء أو هبة أو صدقة أو نظرة إلى ميسرة .. "يسر الله عليه في الدنيا" بتوسيع رزقه وحفظه من الشدائد "والآخرة" بتسهيل الحساب والعفو عن العقاب. انتهى "مناوي".

قال الأبي: قوله: "ومن ستر مسلمًا" ليس من لوازم الستر عدم التغيير، بل يغير ويستر، فمن وجد سكرانًا .. فلا يجب عليه رفعه إلى الحاكم.

نعم؛ إذا طلبه الحاكم بالشهادة .. تعين عليه أن يشهد.

(وما اجتمع قوم) من المسلمين (في بيت من بيوت الله) سبحانه وتعالى، بيت الله خرج مخرج الغالب، وكذا لو اجتمعوا في غير المسجد، وفيه فضيلة الاجتماع لتلاوة القرآن وهو مذهبنا ومذهب الجمهور، كذا في "النواوي"، قال القاضي: ولعل الاجتماع الذي في الحديث للتعليم بدليل قوله: "ويتدارسونه ... " إلى آخره، قال الطيبي: بيت الله شامل لجميع ما يبنى لله تقربًا إليه من المساجد والمدارس والربط؛ أي: ما اجتمعوا في مسجد من مساجد الله تعالى حالة كونهم (يتلون) ويقرؤون (كتاب الله) سبحانه وتعالى؛ أي: يقرأ كلّ منهم بنفسه (ويتدارسونه بينهم) أي: يقرؤونه معًا بالترتيب، قيل: هو شامل لجميع ما

<<  <  ج: ص:  >  >>