ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي هريرة بحديث أم سلمة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(١٤٤) - ٢٤٧٩ - (٣)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن نبهان) - بفتح النون وسكون الموحدة - (مولى أم سلمة) وفي رواية أبي داوود: (مكاتب أم سلمة) والمعنى واحد، المخزومي مولاهم؛ مولى أم سلمة، أبي يحيى المدني، مقبول، من الثالثة. يروي عنه:(عم).
(عن أم سلمة) هند بنت أبي أمية زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(أنها) أي: أن أم سلمة (أخبرت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا كان لإحداكن) أيها المؤمنات (مكاتب) أي: عبد كاتبته، وعلقت عتقه على دفع النجوم لها (وكان عنده) أي: عند ذلك المُكاتب (ما يؤدي) ويدفع لسيدته من مال الكتابة .. (فلتحتجب) إحداكن؛ وهي سيدته التي كاتبته (منه) أي: من ذلك المكاتب، فإن ملكه على شرف الزوال، وما قارب الشيءَ .. يعطئ حكمَه؛ والمعنى: أنه لا يدخل عليها.
قال الترمذي: ومعنى هذا الحديث عند أهل العلم: على التورع والاحتياط، وقالوا: لا يعتق المكاتب وإن كان عنده ما يؤدي حتى يؤدي الجميع.