للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} ".

===

للسالك فيها إليه تعالى، والمراد بها الدين القويم والصراط المستقيم الذي لا اعوجاج فيه، والخطوط التي على يمينه ويساره مثال الطرق المعوجة التي هي سبل الشيطان الرجيم.

ومقصوده بهذا التمثيل: توضيح حال الدين وحال السالك فيه، وأنه لا ينبغي له أن يميل عنه أدنى ميل؛ فإنه بأدنى ميل يقع في طرق الضلال؛ لقربها واشتباهها عليه.

(ثم تلا) وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيان أن باقي الخطوط مثل للسبل المعوجة المعوقة عنه تعالى .. (هذه الآية) التي سنذكرها لك؛ وهي قوله: {وَأَنَّ هَذَا} الذي بينه الرسول صلى الله عليه وسلم من دين الإسلام .. {صِرَاطِي} أي: ديني، حالة كونه {مُسْتَقِيمًا} أي: سويًا لا اعوجاج فيه، {فَاتَّبِعُوهُ} أي: هذا الصراط، {وَلَا تَتَّبِعُوا} أيها المكلفون {السُّبُلَ} أي: الطرق المخالفة لدين الإسلام {فَتَفَرَّقَ بِكُمْ} أي: فتميل بكم هذه السبل المخالفة {عَنْ سَبِيلِهِ} (١)؛ أي: عن سبيل الله الذي لا عوج فيه؛ وهو دين الإسلام.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، كما في "التحفة"، ولكن له شاهد من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، قال: "خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطًا مربعًا، وخط خطًا في الوسط خارجًا منه ... " الحديث، أخرجه البخاري في الرقائق عن صدقة بن الفضل، والترمذي في الزهد عن ابن بشار، والنسائي في الرقائق في "الكبرى" عن عمرو بن علي، وابن ماجه في الزهد


(١) سورة الأنعام: (١٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>