(قال) الحسن البصري: (فأدركنا - والله - أقوامًا) من المشايخ لا التلامذة (ما رحبوا بنا) أي: ما يقولون لنا: مرحبًا مرحبًا، كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم (وَلَا حيونا) أي: ولا يقولون لنا: حياكم الله حياكم الله عند إتياننا إليهم لطلب العلم، (وَلَا علمونا) العلم الديني من التفسير والحديث والفقه، وما كان آلة لها (إلَّا بعد أن كنا نذهب إليهم) أي: نكرر الذهاب إليهم، (فيجفونا) - بالجيم - من الجفاء بحذف نون الرفع؛ لتوالي الأمثال، أو للازدواج؛ أي: فيبعدوننا من حضرتهم في أوائل أمر الذهاب إليهم حتى نكرر المراجعة إليهم، أو فيكونون جفاة غلاظ القلوب علينا لا يرحمون لنا بقضاء حوائجنا من العلم، وفي السندي: وكتب الفقيه أحمد بن أبي الخير أن قول الحسن هذا يحمل على من أدرك من غير الصحابة رضي الله عنهم؛ فإن أكثر علمه إنما أخذه من التابعين. انتهى.
* * *
ثم استأنس المؤلف للترجمة ثالثًا بحديث آخر لأبي سعيد رضي الله عنه، فقال:
(١٢٥) - ٢٤٧ - (٣)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه:(ق).
قال:(حدثنا عمرو بن محمد العنقزي) -بفتح المهملة والقاف بينهما نون