والخلاصة: أنكم إما أن تنفروا جماعات جماعات، وإما أن ينفر جميع المؤمنين على الإطلاق، بحسب حال الأعداء.
وامتثال هذا الأمر القرآني والحديثي يقتضي أن تكون الأمة على استعدادٍ دائم للجهاد؛ بأن يتعلم كل فرد من أفرادها فنون الحرب، ويتمرن عليها، وأن تقتني السلاح الذي تحتاج إليه في هذا النضال، وتتعلم كيفية استعماله في كل زمان بما يناسبه.
وبهذا تعلم أن الحكومة الإسلامية يجب عليها هذا الواجب المفهوم من الأصلين بنفسها، لا أن تبقى عالة على غيرها من الأمم العادية، وعلى الشعوب أن تساعدها عليه، بل تلزمها إياه إذا قصرت فيه، بعكس ما نراه الآن من تراخي الأمم الإسلامية وضعفها وتوانيها في ذلك، حتى طمعت فيها كل الدول العادية التي تجاورها، واجتاحتها من أطرافها، واجتثت كثيرًا من أراضيها ومناطقها، واستأمرت عليها واستعبدتها، وضربت عليها الخراج والجزية؛ كالشعوب الأرمية الإسلامية في شرق أفريقيا؛ استعبدها استئمار الحبوش، فعلى الأمة الإسلامية التي استعبدها الاستئمار أن يتوبوا إلى ربهم، ويتمسكوا بدينهم، ويعضوا عليه بالنواجذ، ويتوسلوا إلى ربهم بصالح أعمالهم، ويسألوا الله النصر على أعدائهم الشيوعية والشيعية، ويستغيثوا بالأمم الإسلامية التي تجاورهم، وأن يأخذوا أهبة الحرب وسلاحها، ويتعلموا استعمالها كهولًا وشبانًا وغلمانًا، بدل ما استغرقوا أعمارهم في آلة الحراثة والزراعة، كابرًا عن كابر.
أفلا تنتبهون أيتها الأمة المستأمرة من سنة الغفلة والعبودية، أفلا تعلمون أنكم في الحياة البرزخية، والحياة البهيمية، بل حياتها أحسن من حياتكم؛