للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَمَنْ يَدْخُلُهُ؟ قَالَ: "أُعِدَّ لِلْقُرَّاءِ الْمُرَائِينَ بأَعْمَالِهِمْ، وَإنَّ مِنْ أَبْغَضِ الْقُرَّاءِ إِلَى اللهِ .. الَّذِينَ يَزُورُونَ الْأُمَرَاءَ"، قَالَ المُحَارِبِيُّ: الْجَوَرَةَ.

===

إحدى التاءين، وتعوذ جهنم منها الظاهر أنه على حقيقته؛ فإنه تعالى قادر على كلّ شيء، وقيل: هو كناية عن شدة عذاب هذا المحل، وعلى التقديرين، فينبغي أن يراد بجهنم: ما أعد لتعذيب العصاة لا الكفرة والمنافقين.

(قالوا: يا رسول الله؛ ومن) الذي (يدخله؟ ) أي: يدخل ذلك الجب ويستحقه؟ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أُعِدَّ) وهُيِّئَ (لـ) عذاب (القراء) الذين يقرؤون القرآن (المرائين) من الرياء؛ أي: الذين يقصدون بقراءتهم إراءة الناس وسمعتهم، وفي "القاموس": قرأ القرآن، فهو قارئ، من قَرَأَة وقُرَّاء وقارئين، والقُرَّاء - كرمان -: الناسك المتعبد كالقارئ والمتقريّ، والجمع قراؤون وقوارئ. انتهى، وللعاملين الذين يعملون الأعمال الصالحة ويقصدون (بأعمالهم) الرياء والسمعة لا وجه الله سبحانه ورضاه.

(وإن من أبغض القراء) وأمقتهم (إلى الله) أي: عند الله سبحانه وتعالى القراء .. (الذين يزورون) ويواصلون (الأمراء) والملوك والسلاطين ويتملقون إليهم؛ طلبًا منهم الرئاسة والمال والمنزلة والجاه، (قال) عبد الرَّحمن بن محمد (المحاربي) أي: زاد على إسحاق بن منصور في روايته عن عمار بن سيف لفظة: (الجورة) أي: قال: الذين يزورون الأمراء الجورة، صفة للأمراء والجورة -بفتحتين- كالظلمة وزنًا ومعنىً، جمع جائر؛ بمعنى مائل عن الحق، ظالم للرعية.

وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته: الترمذي؛ أخرجه في كتاب الزهد، باب ما جاء في الرياء والسمعة، وقال: هذا حديث غريب، في سنده عمار بن سيف وهو ضعيف، وأبو معان وهو مجهول، كما عرفت. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>