للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أَبِيه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْخَيْلُ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ - أَوْ قَالَ -: الْخَيْلُ مَعْقُود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ - قَالَ سُهَيْلٌ: أَنَا أَشُكُّ - الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة،

===

(عن أبيه) أبي صالح السمان الزيات المدني، ثقة ثبت، من الثالثة، مات سنة إحدى ومئة (١٠١ هـ). يروي عنه: (ع).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) في جواب سؤالهم عن حكم الخيل: (الخيل في نواصيها الخير) إلى يوم القيامة، قال أبو هريرة: (أو قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الخيل معقود في نواصيها الخير) بزيادة لفظ معقود؛ أي: مربوط في رؤوسها الخير، قال عبد العزيز: (قال) لنا (سهيل: أنا أشك) أي: أنا الشاك فيما قال أبو صالح؛ هل قال: الخيل في نواصيها (الخير إلى يوم القيامة) بلا ذكر لفظ: "معقود" أو قال: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة) بزيادة لفظة: "معقود".

قال العيني: قوله: "معقود" مرفوع على أنه خبر المبتدأ المؤخر؛ وهو قوله: "الخير" والجملة خبر المبتدأ الأول؛ وهو "الخيل".

ومعنى قوله: "معقود" ملازم لها؛ كأنه معقود فيها، وهو من باب الاستعارة المكنية؛ لأن الخير ليس بمحسوس حتى تعقد عليه الناصية، ولكنهم يدخلون المعقولط في جنس المحسوس، ويحكمون عليه بما حكم على المحسوس؛ مبالغة في اللزوم، والنواصي جمع ناصية؛ وهي قُصاصُ الشعر؛ وهو الشعر المسترسل على الجبهة، وخص النواصي بالذكر؛ لأن العرب تقول غالبًا: فلان مبارك الناصية، فيكنى بها عن ذات الإنسان.

<<  <  ج: ص:  >  >>