للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ؛ فَأَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ .. فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا فِي سَبِيلِ اللهِ وَيُعِدُّهَا، فَلَا تُغَيِّبُ شَيْئًا فِي بُطُونِهَا .. إِلَّا كُتِبَ لَهُ أَجْرٌ، وَلَوْ رَعَاهَا فِي مَرْجٍ .. مَا أَكَلَتْ شَيْئًا إِلَّا كُتِبَ لَهُ بِهَا أَجْرٌ، وَلَوْ سَقَاهَا مِنْ نَهَرٍ جَارٍ .. كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ تُغَيِّبُهَا فِي بُطُونِهَا أَجْرٌ"، حَتَّى ذَكَرَ الْأَجْرَ

===

(و) ثالثها: خيل (على رجل وزر) أي: ذات وزر وذنب، والفاء في قوله: (فأما الذي هي له أجر) للإفصاح أيضًا؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر؛ تقديره: إذا عرفت الأقسام الثلاثة، وأردت بيان تعريف كل منها .. فأقول لك: (أما) الرجل (الذي هي) أي: الخيل (له) أي: لذلك الرجل (أجر) أي: ذات أجر وثواب .. (فـ) هو (الرجل) الذي (يتخذها) ويقتنيها للجهاد عليها (في سبيل الله) وطاعته (ويعدها) أي: يهيئها لذلك الجهاد (فلا تغيب) تلك الخيل من التغييب؛ أي: لا تدخل (شيئًا) من علفها وشرابها (في بطونها) أي: في أجوافها .. (إلا كتب) بالبناء للمفعول؛ أي: إلا كتب الله سبحانه وتعالى (له) أي: لذلك الرجل بذلك الشيء غيبت في جوفها (أجر) أو ثواب (ولو رعاها) أي: ولو رعى ذلك الرجل تلك الخيل وسامها (في مرج) وروضةٍ (ما أكلت) ولا رعت تلك الخيل (شيئًا) من نبات ذلك المرج .. (إلا كتب له) أي: لذلك الرجل (بها) أي: بِأَكْلَتها، ومقتضى السياق أن يقال: (به) بالتذكير؛ أي: بالشيء الذي أكلته من المرج (أجر) وثواب قوله: (ولو سقاها) قبله محذوف؛ تقديره: ولو مر بها وسقاها (من نهر جار) أي: سقاها من ذلك النهر الذي مر عليه .. (كان له) أي: كتب لذلك الرجل (بكل قطرة) وجرعة (تغيبها) أي: تدخلها (في بطونها) وجوفها (أجر) أي: ثواب.

وقوله: (حتى ذكر الأجر) غاية لمحذوف؛ تقديره: ذكر رسول الله صلى الله

<<  <  ج: ص:  >  >>