(قال) سليمان بن حبيب: (دخلنا على أبي أمامة) صدي بن عجلان بن وهب الباهلي الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، مات سنة ست وثمانين (٨٦ هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
أي: دخلنا على أبي أمامة (فرأى في سيوفنا شيئًا من حلية فضة) وزينتها (فغضب) منها (وقال) أبو أمامة: والله (لقد فتح الفتوح) والبلاد الكثيرة (قوم) كرام من الصحابة ومع ذلك (ما كان حلية سيوفهم) وزينتها (من المذهب والفضة، ولكن) حلية سيوفهم وزينتها (الآنك) أي: الرصاص (والحديد والعلابي) أي: الأعصاب الرطب، المأخوذ من أعناق الذبيحة (قال أبو الحسن القطان) تلميذ المؤلف: (العلابي: العصب) تفسير منه، لا من المؤلف.
قوله:(فرأى في سيوفنا شيئًا من حلية ذهب وفضة) والحلية - بكسر الحاء وسكون اللام لا غير - وجمعها: حلى - بضم الحاء وكسرها - (فغضب) أبو أمامة لما رأى من حلية سيوفنا وتزيينها بالذهب والفضة (وقال) أبو أمامة معطوف على غضب: والله (لقد فتح) وقهر وأخذ (الفتوح) أي: البلاد المغلوبة لهم قهرًا من بلاد الكفرة من كلّ جانب (قوم) كرام من الصحابة (ما كانت حلية سيوفهم من المذهب والفضة، ولكن) حلية سيوفهم (الآنك) - بمد الهمزة وضم النون بعدها كشاف مخففة -: الرصا ع، وهو واحد لا جمع له.
(والحديد): معدن معروف يتخذ منه السيوف والرماح والفؤوس والمناجل.