للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَلَا تَجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّةَ اللهِ وَلَا ذِمَّةَ نَبِيِّكَ، وَلكِنِ اجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَبِيكَ وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ؛ فَإِنَّكُمْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّتَكُمْ وَذِمَّةَ آبَائِكُمْ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ مِنْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ وَذِمَّةَ رَسُولِه،

===

صلى الله عليه وسلم على ألا تتعرض لهم بقتل أو غيره. . (فلا تجعل لهم) على ذلك (ذمة الله) تعالى وعهده (ولا ذمة نبيك) محمد صلى الله عليه وسلم (ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أبيك وذمة أصحابك) أي: ولكن اجعل لهم عهدك وعهد سريتك على ألا تتعرضوا لهم إذا نزلوا من الحصن (فإنكم أن تخفروا) بفتح همزة أن، والجملة الفعلية التي بعدها صلتها في تأويل مصدر منصوب على أنه بدل من اسم إن أو مبتدأ.

وقوله: (تخفروا) أي: تنقضوا - بضم التاء؛ من أخفر الرباعي، وبفتحها وكسر الفاء من خفر الثلاثي - من باب ضرب، يقال: أخفرت الرجل؛ إذا نقضت عهده، وخفرته؛ إذا أجرته وأمنته وحميته؛ أي: فإن إخفاركم ونقضكم أيها الأمير وسريته (ذمتكم) وعهدكم الذي عاهدتموه لهم (و) إخفار (ذمة آبائكم) وعهدكم (أهون) أي: أيسر (عليكم) في المؤاخذة بالرفع خبر إن (من أن تخفروا) وتنقضوا (ذمة الله) أي: عهد الله تعالى (وذمة رسوله) صلى الله عليه وسلم، وهذا على وجه الاحتياط والإعظام لعهد الله؛ خوفًا أن يتعرض لنقضه من لا يعرف حقها من جهلة الأعراب وسواد الجيش. انتهى "أبي".

قال النووي: فالنهي فيه نهي تنزيه. انتهى.

والمعنى: أي: لا تجعل لهم ذمة الله؛ فإنه قد ينقضها من لا يعرف حقها بالتعرض لهم بقتل مثلًا، وإن الإخفار بذمة الله أشد خطرًا من إخفار ذمة العباد.

وقال السرخسي في "شرح السير الكبير" (١/ ٣١): وإنما كره ذلك لا على وجه التحريم، بل للتحرز من الإخفار عند الحاجة، فكان الأوزاعي يقول: لا

<<  <  ج: ص:  >  >>