فإن قلت: لَمْ يكن المصحف مكتوبًا حينئذ، فلعله من الإخبار بالمغيب، أو لعله كان مكتوبًا في رقاع .. فيصح ويصدق النهي عن السفر به بالقليل والكثير منه لا سيما على القول بأن القرآن اسم جنس يصدق على القليل والكثير، وأما على القول بأنه اسم للجميع .. فيتعلق النهي بالقليل؛ لمشاركته الكل في العلة؛ فإن حرمة القليل منه كالكثير.
والحاصل: أن وقوع المصحف في أيدي الكفار إنما يمنع إذا خيف منهم إهانته، أما إذا لَمْ يكن مثل هذا الخوف .. فلا بأس بذلك، لا سيما لتعليم القرآن وتبليغه، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الجهاد، باب كراهية السفر بالمصحف إلى العدو، ومسلم في كتاب الإمارة، باب النهي أن يسافر بالمصحف إلى أرض الكفار، وأبو داوود في كتاب الجهاد، باب في المصحف يسافر به إلى أرض العدو.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(١٥٩) - ٢٨٣٥ - (م)(حدثنا محمد بن رمح) بن المهاجر التجيبي المصري، ثقةٌ، من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (٢٤٢ هـ). يروي عنه:(م ق).
(أنبأنا الليث بن سعد) بن عبد الرَّحمن الفهمي المصري، ثقةٌ فقيه حجة، من السابعة، مات سنة خمس وسبعين ومئة (١٧٥ هـ). يروي عنه:(ع).