للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَاقْضِي الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا غَيْرَ أَلَّا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ

===

قلت: ويمكن أن يجمع بينهما مع القول بالتعميم؛ بأن الذي أرسل على نساء بني إسرائيل طول مكثه بهن عقوبة لهن، لا ابتداء وجوده.

وقد روى الطبراني وغيره عن ابن عباس وغيره أن قوله تعالى في قصة إبراهيم: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ} (١)؛ أي: حاضت، والقصة متقدمة على بني إسرائيل بلا ريب.

وروى الحاكم وابن المنذر بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن ابتداء الحيض كان على حواء بعد أن أهبطت من الجنة، وإذا كان كذلك .. فبنات آدم بناتها، والله أعلم، كذا في "الفتح". انتهى من "الكوكب".

(فاقضي) أي: فأدي وافعلي ما يفعل الحاج من (المناسك كلها) من الوقوف والمبيت والرمي؛ والمراد بالقضاء هنا: الأداء، وهما في اللغة بمعنىً واحد (غير ألا تطوفي بالبيت) وفي رواية مسلم زيادة: (حتى تغتسلي) أي: حتى تطهري وتغتسلي من الحيض؛ أي: إلا أن لا تطوفي حتى تغتسلي، وهذا الاستثناء مختص بأحوال الحج، لا بجميع أحوال المرأة، وأما السعي .. فالطواف؛ إذ لا يصح إلا بعد الطواف.

قوله: "غير ألا تطوفي" قيل: كلمة (لا) زائدة؛ إذ المقصود: استثناء الطواف من المناسك، لا استثناء عدم الطواف.

قلت: ويحتمل أنه متعلق بمقدر؛ تقديره: أي: فلا فرق بين الطاهرة وبينك غير ألا تطوفي، والطاهرة تطوف.

والمراد: الطواف في هذه الحالة، وإلا .. فلا بد منه بعد ذلك، ثم لا بد من قيد بأصالة؛ أي: ألا تطوفي أصالةً؛ فإنها لا تسعى أيضًا، لكن تأخير السعي تبعًا لتأخير الطواف. انتهى منه.


(١) سورة هود: (٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>