بكون قدرها قدر حصى الخذف؛ والخذف: رمي الحصى بالسبابتين، أو بالسبابة والإبهام، أو بالإبهام والوسطى مثلًا.
(فجعل) رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرع (ينفضهن) أي: ينفض تلك الحصيات ويجمعهن (في كفه) رضي الله تعالى عنهما، قال السندي: مأخوذ من نفض؛ من باب نصر أو ضرب، أو من أنفض الرباعي، كلها بمعنى: حرك.
(و) جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقول) للناس: يا أيها الناس (أمثال هؤلاء) الحصيات السبع وأشباهها جرمًا في كونها قدر حصى الخذف، وهو بالنصب مفعول مقدم لقوله:(فارموا) في الجمرات، أو مفعول لفعل محذوف وجوبًا على سبيل الاشتغال؛ لأن ما بعد الفاء لا يعمل فيما قبلها على القول به (ثم) بعد هذا القول (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس إياكم) بالنصب على التحذير بعامل محذوف وجوبًا؛ لقيام المعطوف مقامه (والغلو في الدين) بالنصب معطوف على (إياكم)، والتقدير: يا أيها الناس باعدوا أنفسكم عن الغلو ومجاوزة الحد الشرعي في أمور الدين برمي الحصى الصغار من حصى الخذف، أو برمي الكبار عليها.
وحصى الخذف: هو ما كان قدر حبة الباقلاء، أو حبة الحمص، أو ما بينهما، فلا تُفَرِّطوا ولا تُفْرِطوا فيها.
(فإنه) أي: فإن الشأن والحال إنما (أهلك من كان قبلكم) من الأمم (الغلو) ومجاوزة الحد المشروع لهم (في الدين) بالتفريط أو بالإفراط.