للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَرَامٌ؛ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلَا لَا يَجْنِي جَانٍ إِلَّا عَلَى نَفْسِه،

===

(حرام) أي: محرم ليس لبعضكم أن يتعرض لبعض آخر، فيريق دمه أو يسلب ماله أو ينال من عرضه. انتهى من "التحفة".

وعبارة السندي: قوله: (ألا) بالتخفيف استفتاحية (أي يوم أحرم؟ ) أي: أي يوم أشد حرمة وأكثر احترامًا؟ (فإن دماءكم) أراد أن دم كل واحد حرام عليه وعلى غيره، وأما في المال .. فالمراد أن مال كل واحد حرام على غيره لا عليه إلا في الباطل؛ فقد يصير حرامًا عليه أن يصرفه فيه. انتهى منه.

(كحرمة يومكم هذا) أي: يوم النحر؛ يعني: تعرض بعضكم دماء بعض وأمواله وأعراضه في غير هذا اليوم .. كحرمة التعرض لها في هذا اليوم (في شهركم هذا) أي: ذي الحجة (في بلدكم هذا) أي: مكة أو الحرم المحترم (ألا) أي: انتبهوا واستمعوا ما أقول (لا يجني جان إلا على نفسه) أي: لا يرجع وبال جنايته وعقوبتها؛ من الإثم والقصاص إلا إلى نفسه.

قال في "التحفة": قوله في أول الحديث: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع) أي: في يوم النحر، والوداع - بفتح الواو - اسم مصدر لودَّعَ الرباعي؛ يقال: ودعَّ توديعًا ووداعًا؛ كسلَّم تسليمًا وسلامًا، وكلم تكليمًا وكلامًا، وقيل: بكسر الواو، فيكون مصدرَ وَادَع وِداعًا وموادعة؛ كقاتل قتالًا ومقاتلة، سمي بذالك؛ إِما لوداعه الناسَ، أو الحرمَ في تلك الحجة؛ وهي بفتح الحاء وكسرها، قال الشمني: لم يسمع في حاء (ذي الحجة) إلا الكسر، قال صاحب "الصحاح": الحجة: المرة الواحدة، وهو من الشواذ؛ لأن القياس الفتح. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>