للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالُوا: هَذَا بَلَدُ اللهِ الْحَرَامُ، قَالَ: "فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ "، قَالُوا: شَهْرُ اللهِ الْحَرَامُ، قَالَ: "هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَر، وَدِمَاؤُكُمْ وَأَمْوَالُكُمْ وَأَعْرَاضُكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ هَذَا الْبَلَدِ فِي هَذَا الشَّهْرِ فِي هَذَا الْيَوْمِ"، ثُمَّ قَالَ: "هَلْ بَلَّغْتُ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، فَطَفِقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ؛ اشْهَدْ"، ثُمَّ وَدَّعَ النَّاسَ فَقَالُوا: هَذِهِ حَجَّةُ الْوَدَاعِ.

===

(قالوا: هذا بلد الله الحرام) أي: المحترم المعظم (قال: فأي شهر هذا) الشهر؟ (قالوا): هذا (شهر الله الحرام، قال: هذا) اليوم (يوم الحج الأكبر) يعني: يوم النحر.

واختلف في المراد بالحج الأصغر: فالجمهور على أنه العمرة، وقيل: يوم الحج الأصغر: يوم عرفة، ويوم الحج الأكبر: يوم النحر؛ لأن فيه تستكمل بقية المناسك، وعن مجاهد: الأكبر: القران، والأصغر: الإفراد، وقيل: أيام الحج كلها، قاله الثوري.

ثم قال: (و) انتهاك حرمة (دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام؛ كحرمة هذا البلد) أي: كانتهاك حرمة بلدكم هذا (في هذا الشهر) يعني: ذا الحجة (في هذا اليوم) يعني: يوم النحر (ثم قال: هل بلغت) ما أمرني ربي بتبليغه إليكم؟ (قالوا: نعم) بلغت إلينا، وإنما قال ذلك؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان التبليغ فرضًا عليه (فطفق) أي: شرع (النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم؛ اشهد) لي على تبليغي إليهم وعلى شهادتهم لي، وجملة القول خبر لطفق (ثم ودع الناس) من التوديع عند الرحيل؛ أي: ودعهم بأمرهم بالمأمورات ونهيهم عن المنكرات (فقالوا) أي: قال الناس؛ أخذًا من توديعه: (هذه) الحجة (حجة الوداع).

<<  <  ج: ص:  >  >>