للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِك، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْدِي وَهُوَ قَرِيرُ الْعَيْنِ طَيِّبُ النَّفْس، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ وَهُوَ حَزِينٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ خَرَجْتَ مِنْ عِنْدِي وَأَنْتَ قَرِيرُ الْعَيْن، وَرَجَعْتَ وَأَنْتَ حَزِينٌ! فَقَالَ: "إِنِّي دَخَلْتُ الْكَعْبَةَ وَوَدِدْتُ

===

(حدثنا إسماعيل بن عبد الملك) بن أبي الصفير - بالمهملة والفاء مصغرًا - صدوق كثير الوهم، من السادسة. يروي عنه: (د ت ق).

(عن) عبد الله بن عبيد الله (ابن أبي مليكة) - مصغرًا - ابن عبد الله بن جدعان، واسم أبي مليكة زهير التيمي المدني، ثقة فقيه، من الثالثة، مات سنة سبع عشرة ومئة (١١٧ هـ). يروي عنه: (ع)، أدرك ثلاثين من الصحابة.

(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قالت) عائشة: (خرج النبي صلى الله عليه وسلم من عندي وهو) أي: والحال أنه صلى الله عليه وسلم (قرير العين) كناية عن السرور والفرح، قال في "النهاية": وفي حديث الاستسقاء: "لو رآك .. لقرت عيناه" أي: لسر بذلك وفرح؛ وحقيقته: أبرد الله دمعة عينيه؛ لأن دمعة الفرح والسرور باردة.

وقيل: معنى: "أقر الله عينك": بلَّغك أمنيتك حتى ترضى نفسك وتسكن عينك، فلا تستشرف إلى غيره. انتهى.

(طيب النفس) أي: منشرح النفس فرحانها منبسطها، وهو بمعنى ما قبله (ثم رجع إلي وهو) أي: والحال أنه (حزين) منكسر القلب (فقلت) له: (يا رسول الله) أنت (خرجت من عندي وأنت قرير العين) أي: مبسوط النفس منشرحها (ورجعْتَ وأنت حزين) أي: اسْتَفْسَرْتُ عن وَجْهِ حُزْنِه (فقال) لي في جواب سؤالي: (إني دخلت الكعبة ووددت) أي: أحببت بعدما دخلت

<<  <  ج: ص:  >  >>