للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنِّي لَمْ أَكُنْ فَعَلْتُ؛ إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَكُونَ أَتْعَبْتُ أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي".

===

وتمنيت (أني لم أكن فعلت) دخولها، وإنما وددت عدم دخولها؛ لـ (أني أخاف) وأخشى (أن أكون أتعبتُ أمتي) بدخول الكعبة (من بعدي) أي: من بعد وفاتي.

قال السندي: قوله: "أتعبت أمتي" أي: فعلت ما صار سببًا لوقوعهم في المشقة والتعب؛ لقصدهم الأتباع لي في دخولهم الكعبة، وذاك لا يتيسر لغالبهم إلا بتعب. انتهى منه.

ولفظ رواية أبي داوود: (ولو استقبلت من أمري ما استدبرت .. ما دخلتها؛ إني أخاف أن أكون قد شققت على أمتي).

قال الشوكاني في "النيل": في هذا الحديث دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة في غير عام الفتح؛ لأن عائشة لم تكن معه فيه، إنما كانت معه في غيره، وقد جزم جمع من أهل العلم أنه لم يدخل فيه إلا عام الفتح، وهذا الحديث يرد عليهم، وقد تقرر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل البيت في عمرته، فتعين أن يكون دخله في حجته، وبذلك جزم البيهقي.

وقد أجاب البعض عن هذا الحديث: بأنه يحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد قال ذلك لعائشة بالمدينة بعد رجوعه من غزوة الفتح، وهو بعيد جدًّا.

وفيه أيضًا دليل على أن دخول الكعبة ليس من مناسك الحج، وهو مذهب الجمهور، وحكى القرطبي عن بعض العلماء أن دخولها من المناسك، وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن دخولها مستحب، ويدل على ذلك ما أخرج ابن خزيمة والبيهقي من حديث ابن عباس: "من دخل الكعبة .. دخل في

<<  <  ج: ص:  >  >>